وأنا أطالع مقالا في جريدة المغرب حول محاولات مصادرة حقوق المرأة في الفصل 28 المقترح من قبل الإسلاميين و الذي فيه تلاعب بالألفاظ و المصطلحات بطريقة تصادر بها حرية المرأة تحت شعار حماية المرأة المتأصلة و المربية، و أنا أطالع هذا المقال و أتفاعل معه، تبادرت إلى ذهني أفكارا انتحارية، و لا يعني ذلك أنني أردت الإنتحار لكنني استغربت من أمر إمرأة تريد الإنتحار الوجودي و الإقتصادي و الحقوقي و الثقافي في القرن الحادي و العشرين...
المرأة التي أعنيها بالذكر هي من أمثال النائبات النهضاويات و المرأة الإسلامية بصفة عامة و لا أعني المسلمة..
محاولات الإسلاميين سواء كانوا أطلسيين أو جهاديين للإلتفاف على حقوق المرأة تتجلى في اجتماعاتهم التي يفصل فيها بين النساء و الرجال و كأنهم مخلوقات من كواكب مختلفة تخاف أن تقرب بعضها فيصير ما لا يحمد عقباه بل كأنهم يخافون انتقال أمراض قاتلة، و في ذلك دلالة على نظرة للعلاقات بين الجنسين تعود بنا إلى العهد ماقبل ماقبل ماقبل ماقبل العهد السابق، و تحدد هذه العلاقة على ضوء اعتبار المرأة شطر انسان أو كائن من فصيلة أخرى و لا أدل على ذلك من الموقف الشهير للحبيب خذر الذي دعى للإتفاق على أن المرأة إنسان أولا...
و على هذا الأساس جاء مشروع القانون النهضوي الذي هو نتاج و تتويج لفلسفة عريقة عبر عنها الحبيب خذر كما أسلفنا الذكر و أكدها الفصل النهضوي الذي يريد أن يخرجنا من جهالتنا و يقنعنا أن المرأة مكملة للإنسان أو للرجل ولعل هذه النظرة هي عن مضض و المراد هو التنصيص على أن المرأة هي خادمة للرجل...لا ذكر للمساواة و لا للشراكة إلا من منطلق المشروع النهضوي لمحاربة العنوسة و كأن بالتعدد مكرمة للمرأة كمشروع طهورها و الحل أنه لم يقضي عليها في الشرق الذي ملل من التعدد في الزوجات و لم يجرب إلى يومنا هذا التعدد الفكري و الحزبي ماعدا لبنان و مصر مؤخرا...




